عبد الله محمد بن جاسم المطيري. خبير إماراتي في المسكوكات الإسلامية، وباحث في التراث المحلي والخليجي، ومدير بيت الشيخ سعيد بن مكتوم آل مكتوم سابقا. يعمل الآن مستشارا لقطاع المتاحف والتراث في هيئة دبي للثقافة والفنون، وعضو الجمعية الملكية البريطانية والجمعية الأمريكية للنميات. شارك في العديد من المعارض المحلية والعالمية. كما يمتلك حوالي 15 ألف قطعة نقدية إسلامية تغطي العالم الإسلامي من الأندلس الى الصين تعود إلى 135 أسرة حكمت العالم الإسلامي، فضلا عن مجموعة من
الطوابع الأثرية لعدد من دول مجلس التعاون الخليجي، والعراق.
الآيات والشعارات على النقود الإسلامية
لم تقتصر أهمية النقود في العصر الإسلامي على عملية التبادل التجاري، ولكنها كانت تستخدم للدعاية للدولة أو للخليفة. وكانت تحمل شعارات مؤيدة للخليفة أو بشائر انتصار، كما حملت آيات قرآنية وعبارات إسلامية تعبر عن حضارتهم، خلافا للصور والإشارات التي تميزت بها نقود الأمم الأخرى. فعندما بدأت عملية الإصلاح النقدي في عهد الخليفة عمر بن الخطاب حيث أمر بإضافة عبارة بسم الله أو بسم الله ربي على الدراهم الساسانية والتي عرفت فيما بعد بالدراهم الساسانية المعربة. واستمر هذا التعريب الجزئي حتى خلافة عبد الملك بن مروان الذي أمر بسك أول دينار إسلامي عربي ضرب في العام 77 للهجرة. ونظرا لأهمية النقود، كان الخليفة ينزل بنفسه دار السك، ويحدد الوزن والعيار والآيات التي
ستكتب على النقود.
استمرت كتابة الآيات القرآنية والشعارات الخاصة بكل دولة على النقود الإسلامية حتى سقوط دولة المماليك البرجية في مصر وبلاد الشام وقيام الدولة العثمانية.